قصص
قصة سودانية قصيرة قودوني الى النور - عبدالناصر يوسف -موقع روايات سودانية
قودوني الى النور
بقلم :عبدالناصر يوسف
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تحميل القصة pdf
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحلقة الاولى
ترعرعت نون في بيت جميل وكبير بين لعبها الالكترونية والدمى التى تهديها اليها امها كل حين وهى تغمرها بحنان فياض و كذلك تنعم بحنان وعاطفة ابيها الذى لم يلعب معها بلعبها الجميلة كثيرا كأمها التى تشاركها اللعب دائما لكن ابوها مشغول دائما و كثير السفر ويمتاز بالصرامة ،و قليل الكلام معها.
نشأت نون بين ام محبة للاناقة والجمال والتفاخر والاهتمام بمظهرها فى كل حين وتتزين طول اليوم والخروج احيانا وتركها في البيت لوحدها وهى تحبها حبا شديدا وتهتم بها كل الاهتمام وتهتم بكل تفاصيل حياتها العصرية فى صغرها وحتى صارت تعرف ذلك عندما كبرت ، واب محب لعمله، يخرج في الصباح ويعود في المساء ويتركها نائمة ويعود احيانا كثيرة وهي نائمة ولا يتواصل معها ولو هاتفيا حين يسافر ليطمئن عليها او يسأل عن حالها وهي لا تقابله كثيرا و لم تكد تتبين ملامحه في صغرها وتشعر ببعده عنها و بالرغم من جلب الهدايا لها فى كل سفرياته.
كبرت نون بهذا الحال من مكان تعليمها الى بيتها بين غرفتها و المطبخ الذى تدخل اليه لتجهز كل شئ رغم صغر سنها و وتعاتبها امها لاجهاد نفسها فى العمل فى المطبخ وهى قد وفرت لهم عاملة منزلية و امها تحب المظهر الاجتماعي المميز واقامة عزومات كل فترة ولا تريد من إبنتها غير الاجتهاد في الدراسة فقط.
ونون تحب تلك العاملة المنزلية لوجودها الدائم معها وتساعدها فى معظم الاعمال ولا تشعرها بانها تعمل معهم ولكن تظهر لها كل الاحترام وتعطيها بعض الهدايا لطيبة قلبها وفي وقت فراغها تشاهد التلفاز وتلعب قليلا وبقية وقتها تقضيه في المذاكرة لذلك كانت من المتفوقات اكاديميا ، لكنها تفتقد للكثير من التواصل مع اهلها رغم الهدايا المتكررة من امها وابيها وحب وحنان امها لها وخروجها معها للاماكن العامة والمهرجانات والحفلات العامة والجماهيرية و تلبية كل رغباتها وتجديد اساس غرفتها كل حين باحدث الموديلات وبالرغم من كل هذا الحنان والتعامل من امها تشعر بشئ ينقصها ، لماذا لا تدري !
تعلمت نون الطبخ بأنواعه من العاملة المنزلية ومن التلفاز وكثير من قنوات الطبخ على اليوتيوب و اشتراكها فى بعض القروبات النسائية حتى صارت ماهرة ، وذلك كله في سن مبكرة ، اي انها تعلمت كل شي يخص البيت وامها دائما تمنعها من العمل وتطلب منها التفرغ لدراستها فقط وذلك لتتفاخر بها نهاية كل عام دراسي وبتفوقها مع امهات زميلاتها .
نون فائقة الجمال ، مهذبة ومتفوقة تحترم معلماتها ، لكن حين يطلب منها في المدرسة مقابلة اولياء الامور يرفض والدها الذهاب معها ويقول لها دائما انا مشغول اذهبي الى امك لتذهب معك وكانه لا يريد الذهاب معها الى المدرسة وصار ينتابها خوف منه وهو لم يلبي طلبها بحضور الاجتماعات الشهرية وصديقاتها يسألنها عنه كل مرة ولم يلبي طلبها ولو لمرة واحدة وهي لا تعلم سبب هذا التهرب وعدم حضور تكريمها كل عام فى مدرستها الخاصة !
فهل السبب لانه لم يكمل تعليمه ام ماذا؟
كبرت نون وهى تحاول ان تظهر بمظهر القوة وعدم الضعف والإنكسار وتجابه كل الصعاب وهى لا تجد من تشكو اليه حالها من تعبها النفسي فى المنزل وتشعر باذلالها من قبل ابوها والذى يكسر خاطرها حين تخبره بانها تفوقت او انها احرزت الدرجة الكاملة في كل المواد ويطلب منها ان تذهب الى غرفتها او الى امها ويقول تمام.. تمام....مبروك وكأنه يجاملها ،
ولم يجهد نفسه و لو حتى بالأطلاع على النتيجة من باب جبر خاطر ابنته التي تاتي دائما بلهفه لاخباره بتفوقها وهو يصدها بكلمة تمام اذهبي الى امك دون ان يناقشها فى نتيجتها ويشاركها فرحتها وتشعر بخيبة الامل وهى من تثابر لتتفوق وتشعر وكأن نجاحها شئ عادي و تذهب الى غرفتها والغصة تسد حلقها وتنفجر باكية ، لتريح صدرها وتعاتب نفسها وتفكر كثيرا لكى تعرف فيما قصرت ، وماذا فعلت ؟
ولماذا والدها يتعامل ببرود مع نجاحها ؟
رغم انها صغيرة لكنها تحمل عقل كبير يفوق سنها وتفهم مشاعر الناس وطرق التعامل ولا تحكي لزميلاتها عن شئ يحدث في المنزل حتى لا تضعف امامهن..
واجتهدت وتفوقت حتى صار عمرها خمسة عشر عاما وقد تعلمت في احسن الرياض وأحسن المدارس والتي بها لغات اجنبية وذلك بمساعدت والدتها الثرية التى ورثت كثيرا من الاموال من اهلها والتى تهتم دائما بتعليم نون ومظهرها الخارجي من لبس وجمال وتحس بان حنان امها متقلب وكانه عطف لا حب وتحس وكأن هذا الاهتمام بها للتفاخر فقط لتفوقها وجمالها .
وتسمع ذلك حينما تحضر صديقات امها
.
لكن لمن تفضفض ؟
وهى ترفض كل الصداقات على مواقع التواصل خوفا من ان يجرف قلبها عقلها ولا تستطيع مقاومته خاصة انها تقرأ كثير من القصص التى بها حنان مزيف بين الشباب و لمن يبحثون عنه خارج المنزل و به تحدث الكوارث العائلية لذلك تضغط على نفسها وتتحمل دون الشكوى لاحد غير الله ....
وما تحسه وتتأكد منه عيشها دون حنان الاب ولاحظت ذلك حين تناديه بابي وكانه ينزعج من هذه الكلمة ويسرح بخياله وكأنه لا يريد ان تكون بنتا او انه كان يتمنى ولدا وهى ليست لها اخوان و وحيدة ، وهي تسأل نفسها لماذا هذه المعاملة؟
ولا تجد ردا مقنعا..
...............
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#قودوني الى النور
بقلمي :عبدالناصر يوسف
الحلقة الثانية
#قودوني الى النور
بقلمي :عبدالناصر يوسف
---------------------------
كبرت نون بمشاعر متداخلة وغير واضحة بالرغم من انها تسكن في ارقى الاحياء وتتعلم في احسن المدارس وطلباتها كلها مجابة وفي الاجازة تخرج في رحلة ترفيهية مع والدتها و لها غرفتها الخاصة التي بها كل ما تحتاجه البنات ومخصص لها غرفة اخرى للالعاب الالكترونية الحديثة وبها جزء مخصص كمكتبة للقراءة الثقافية والاطلاع في فترة الاجازة بعد العودة من رحلتها الترفيهية.
وهى قد ملت تلك الحياة التي تعيشها وتعتبرها روتينية أو كانها مبرمجة وليست لديها صديقة مقربة تزورها كما تعلم عن صديقاتها وتواصلهن وممنوعة من الخروج الى الجيران من قبل امها و تتواصل فقط عبر العالم الافتراضي من التواصل الاجتماعي بالوسائط المختلفة، و كأنها مسلوبة الارادة وامها من تقرر لها كل شئ وتتمنى ان تعيش فقيرة وتكون لها شخصيتها وكينونتها الخاصة ،و تقاوم صراعها النفسي وتشتتها الفكري بقوة وتحدي وصبر .
وحتى دخولها المرحلة الثانوية وهى لم تنثني او تتجزع من كل ما يحدث لها من وحدة وقلة صديقات وعدم خروجها الا للمدرسة او التسوق .
مرت الايام و تغيرت حال اسرتها وفقد الاب عمله وكثرت النقاشات مع زوجته محبة الصرف والبزخ والخروج الدائم للتسوق مع صديقاتها والاب جالس في البيت دون عمل بعد خساراته المتتالية وكانت زوجته هى من تسانده لكنها لم تعد تتحمل تلك الخسائر الغير مفهومة.
حزنت والدة نون لفقد زوجها للعمل وللخسارات المتكررة له لكن نون فرحت لذلك لانها سوف تجد وقت لتجلس مع ابيها وتشعر بعطفه وحنانه الذي فقدته لسنين بسبب السفر والعمل الدائم.
لكنها لاحظت ان والدها يراقبها بطريقة عجيبة بعد تدخينه لسجارته الغريبة فى الشكل والرائحة ، ولكنها ارجعت ذلك لعدم مقابلتها له كثيرا قبل اليوم لانشغاله بالعمل الدائم والسفر ، وهى قد امتلأ عودها وزاد جمالها .
وينظر اليها دائما نظرات اعجاب غير طبيعى من أب لابنته بعينيه الحمراوين ومن كثرة قراءتها للقصص عرفت ان هذه سجارة حشيش وذلك عندما شاهدت طريقة تجهيزها من الافلام التي تشاهدها بإستمرار ، ولم تخبر امها بما تحسه وتشاهده وخوفها يزيد منه كل يوم.
تغير تعامل والدها معها وخوفا من ان تلاحظ زوجته ذلك اصبح يقسو عليها في التعامل وينتهرها احيانا دون اسباب وخاصة امام زوجته ، و والدتها لا تقبل ذلك ، وحين تبعد زوجته منهما يتغير التعامل كليا وتذهب القسوة ، فتمنت ان ترجع بها الايام الى طفولتها التى كانت تعيش فيها بسعادة بالرغم من سفر أبوها المتكرر لكن امها تسد نقص عطفه وإن لم يكن باين حينها.
قد لاحظت زوجته تلك القسوة الغير مبررة والغير موجودة من قبل او غير ظاهرة وتنبهه بان يحسن التعامل مع نون وانها طيبة القلب و تحثه على احسان المعاملة معها و لا يوبخها في الصغيرة والكبيرة وهى البنت البارة والمطيعة ، وهى تسمع من بعيد وهو يقول : إنت تعرفين رأيي من قبل لذلك دعيني ولا تعكرين مزاجي وتعرفين حبي لك و لها وضاق صدري من الجلوس فى المنزل لكني احبك لذلك تقبلت كل شئ....
وسكت برهة ..
و واصل تكرار جملة كل شئ تقبلته يا حبيبتي من أجلك ! .....
وتسكت الام وتقتنع بكلامه وتغير الموضوع الى اخر.
و هنا تعاتب الفتاة نفسها وتقول فى نفسها لا يصح ان اتصنت عليهما وهما والداي ويحسنان معاملتي وتستغفر ربها وتذهب الى غرفتها وتلتمس العذر لابيها بسبب ما يتناوله من حشيش وفقد لعملة والنصب عليه من احد اصدقائه.
وتمر الشهور وجمالها يزيد و يكثر خطابها والكل يريدها و يتمناها زوجة له..
وفي احد الايام تقدم اليها احد جيرانها و سألها عن رأيها وذلك عبر اخته وهى زميلتها و عرضت الفكرة على امها والتي جال بخاطرها الكثير من الاسئلة وهى تفكر ايما تختار و إنتقت منها : هل اهله يعرفون انه يريدك انت بالتحديد ام ذلك بينه وبين اخته؟
فترددت نون وإرتبكت قليلا وهى تقول : لا لكنه يريد رأيكم اولا ومن ثم يخبر اهله وتكون خطوبة فقط.
و ترد الام وهى تشرد ببصرها من نون لكي لا تشاهد توترها الواضح وتقول : لا يمكن ذلك وقد تشغلك الخطوبة عن الدراسة و لان امه جارتنا وتعرف وتسكت....
وتحثها نون على الكلام بقولها : تعرف ماذا؟
وتجيب الام وتكمل قولها بصوت يشبه الهمس وكأنها تكلم نفسها و تقول : واهله يعرفوننا....وتسكت مرة اخرى وتستطرد قولها يعرفون اننا نحب تعليمك ولا نفكر في تزوجك الآن.
وتحتار نون في هذه المعرفة وتحس ان الكل يعرف شئ هى لا تعرفه و اجوبة لهواجسها الا هي وأن المشكلة ليست في التعليم فقط وهنالك شئ اخر.
وتنظر الى امها بعين دامعة وتخرج دون ان تفهم شيئا أو سببا مقنعا لمنعها من الزواج او الخطوبة حتى .
وامها تتابعها ببصرها وتمسك دموعها ايضا.
وصارت نون لا تفهم شبئا فيما يحصل حولها وامها لاتوضح لها اسبابا مقنعة للرفض وتكره نفسها .
ويتكرر الخطاب ويتكرر الاستفهام بنفس الاسئلة ويتم الرفض في الاخر !!
أما بأنها صغيرة او انها تريد ان تكمل تعليمها فالرفض واحد لكن تتعدد الاعذار.
وهى تريد الخروج من جحيم هذا البيت الذى يضيق بها رغم اتساعه وإجابة كل طلباتها سوى الخروج و الخطوبة والزواج.
وكانها لا تحس بالأمان بين جدرانه العريقة .
لم تفهم نون شيئا او سببا لهذه المقولة "يعرفونا" وهى تفكر دائما بها وتحاول جاهدة فك طلاسمها او الرفض المتكرر و الغير مبرر او السر الذي تخفيه امها عنها !! .
لم يكن لها اسرة ممتدة حتى تسأل او تعرف اكثر عن نفسها وعن اهلها ، ولا تستطيع التواصل مع الجيران من صديقات الدراسة لان امها ترفض ذلك ، فوجدت نفسها فى هذا الحي الراقي والمنزل الجميل بين أم و اب فقط و دون عائلة .
وهى ممنوعة من الخروج الى الجيران وكانت تظن ان كل النسوة اللاتي يزرن امها من اهلها لكن بعد ان كبرت تبين لها انهن صديقات لا قريبات.
في احد الايام وبينما هي تتحرك داخل الصالة أحست بزيادة مراقبة والدها المتعمدة لها بعد ان نفس دخان سجارته المعهودة و الغريبة والتى يتغير حاله بعدها وهو يراقبها في مشيتها وهي ترتدي بجامة منزلية تظهر اياديها البيضاء و جسمها الجميل المنسق فناداها الاب وهو مبتسما ابتسامة غريبة لكي تجلس بجواره على مقعد طويل فى صالة المنزل وهو يشاهد في التلفاز ، على غير عادته في التعامل معها لكنها وبالرغم من خوفها منه ، أطاعته وجلست بجواره واخذ يتأمل في عيونها العسلية وكأنه يراها لاول مرة وشعرها الذهبي الطويل وخدودها الممتلئة ، التى توردت خجلا بعد ان قبلها عليها والدها و زاد خوفها منه و سحبت نفسها و دخلت الى غرفتها وهى مستنكرة ومستغربة فهو لم يعاملها بلطف زائد فى صغرها والان بعد ان كبرت يتغير تعامله !.....
فهل ذهب عقله بسبب تعرضه لصدمة الخسارة ام بسبب تلك السجارة؟
لكن الاب مهما يشرب خمرا او يتناول مخدرا او حشيشا لا يمكن ان يتجرأ على اهله.
وهنا انتابها احساس و شعور بانه ليس والدها او غريب عنها لكن كيف تتاكد من ذلك؟.....
تكرر المشهد وهي محتارة ولم تخبر والدتها بما تحسه لكي لا توبخها بانه والدها ولا يصح ان تفكر بهذه الطريقة او تقول فيه شئ ومهما تغير عقله بهذه السجارة لا يمكن ان يجرؤ على اي خطأ فى التعامل مع اهله ولا تريد ان تحرج والدتها التي تعاملها احسن معاملة وتوفر لها مصروفها وكل احتياجاتها وتعمل لها اعياد الميلاد وتعزم له بعض صديقاتها المقربات وتعطيها الهدايا وكذلك صديقات امها ، لكن رغم ذلك يتواصل معها الاحساس بان ذلك كله مزيف لاحقيقة لماذا لا تدري ! .
فكيف توصل الي امها المعلومة دون ان تجرح مشاعرها؟
و لا تريد ان تحسسها بانها تشك في شئ اتجاه والدها ولا تستطيع الافصاح عن ما يجول بخاطرها ويؤرقها .
وتعيش مع المها النفسي و تذهب الى غرفتها وتبكي بحرقة والم شديدين ، ولا تجد من تشكي اليه وهى ترى امها ولبسها وكانها في عمر العشرين و والدها وهو يعاملها بهذه الطريقة وحيرة تملأ عقلها وحزن يملأ قلبها.
قد تضايقت منه ومن تصرفاته معها وهو يدخل عليها غرفتها دون استئذان وهى نائمة وهو يترنح ليزعجها من نومها فى اوقات راحتها لطلب كوب ماء او شاي وتكون الماء اقرب اليه من غرفتها والعاملة المنزلية موجودة واصبحت لا تطيق نفسها وتكره بيتها .
و كل هذا الالم وهى تكتم ذلك عن والدتها وكرهت نفسها وكرهت كل شئ و البيت كانه زنزانة لها لا مأوى يتمناه كل احد و لا تراه ملاذآ للامن والعطف و قد تحول الى نكد دائم وهي لا تستطبع تحريك ساكن والبكاء ملاذها الوحيد.
واصبحت حركتها في المنزل مقيدة وتوصد بابها باحكام والدموع لا تفارق مقلتيها .
.......
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحلقة الثالثة
#قودوني الى النور
بقلمي :عبدالناصر يوسف
---------------------------
مرت الايام ودخلت نون الجامعة وفضلت ان تسكن فى السكن الخاص بالبنات التابع للجامعة، لكن والدها رفض ذلك وكان يريدها معهم بالمنزل بحجة انها تكون اكثر تركيزا لدروسها ويريدها ان تواصل تفوقها المعهود ، و وافقت والدتها برؤية زوجها فى سكن نون معهم دون ان تحس بما تحسه إبنتها وكرهها للمنزل وتاثير ذلك على نفسياتها وصحتها .
مرت الايام و نون تواصل دراستها الجامعية وشعورها بالقلق والخوف يزيدان الى ان اكتشفت والدتها تعامل زوجها مع نون بالصدفة وذلك حينما شاهدته وهو يقترب منها وهي لاتعرف ماذا تفعل.
ونادته زوجته الى داخل غرفتها وعلا صوتهما وسألته عما حدث وهو ينكر وينكر واصرت عليه ان يترك ما يتعاطاه ووعدها بذلك.
في احدى الليالي شعرت نون بالعطش الشديد وخرجت الى المطبخ لتشرب واثناء خروجها سمعت صوت قادم من صالة المنزل واستغربت ذلك الصوت ودنت خائفة لتعرف من هو صاحب الصوت وحينما اقتربت عرفت انه صوت امها وتعجبت لوجودها خارج غرفتها في مثل هذا الوقت....
وظنت انها تتكلم مع احد على الجوال وسمعت اسمها يتكرر على لسان امها وانتابها فضول لمعرفة مع من تتكلم وسمعتها تقول :والله البنت كبرت ولازم تعرف نسبها !
واصبح قلب نون يخفق بشدة وهى تسمع هذا الكلام عنها وزاد فضولها اكثر واقتربت دون ان تراها امها وهى تستمع .....
وامها تقول :ربنا يغفر لينا تزوير الشهادة !
وكادت نون ان تجن وهى تسمع هذا الكلام عنها ومن احب الناس اليها من امها التي احسنت معاملتها وتربيتها....
فاكيد هى تكلم والدها الحقيقي عبر الهاتف وتاكدت ظنونها بان الذي يسكن معهم ليس والدها وذلك لتعامله معها ...
وتذكرت كلمة يعرفوننا التي تكررها امها دائما....
وتسال نفسها لكن كيف يكون ليس ابوها وهى تحمل اسمه؟
فأكيد اتصال امها لشعورها بالذنب اتجاهها وهى من ترفض كل المتقدمين لخطبة ابنتها...
لكن تفاجأت بان امها لا تتكلم عبر الهاتف......
ولكن تكلم رجل معها فى نفس المكان بعد ان سمعت صوت كحته المتواصلة ونظرت بسرعة لتجده اخر من كانت تتوقعه وهو من تحمل اسمه وتسكن معه و زوج امها وتناديه دائما بابي وشعرت بصداع يكاد ان يصدع راسها من عدم الفهم وتشاهد امها وابيها اللذان ربيانها منذ صغرها وهى ليست ابنتهم معا ....
وكيف لأمها ان تصارح رجل بان يعطي اسمه لبنت ليست من صلبه وتشاوره وكانه موافق على ذلك؟
واحتارت نون وكادت ان تظهر نفسها لهم وتواجههم لتجد اجوبة لكل ما يدور برأسها....
وهى الان عرفت ان لها ام وليس لها أب وهذا الذي تسكن معه ليس اباها ولكن تحمل اسمه فقط.
والآن عرفت سبب انزعاجه حينما تناديه بكلمة ابي وكذلك عدم ظهوره معها في المدرسة وكذلك سوء المعاملة التي لا تكون بين أب وابنته.
وكل هذه الافكار تمر على عقلها سريعا وجسمها يرتجف من هول ما سمعت ولا تكاد قدماها تحملاها...
وسمعت صوت ابيها على الورق او المتبني وهو يقول : كان خطأ من الاول بان اعطيها اسمي.
وتسأل نون نفسها وتقول:
ما الذي يجبره على ذلك؟
وجسمها يتصبب عرقا وزاد جفاف حلقها ودموعها تنزل...
وسمعت امها تقول الحصل حصل ولابد التعامل معه و...
وذكرته زوجته باليمين والميثاق الذي قطعاه على أنفسهما حين تم استلام نون بالصدفة من رجل كان يريد أن يفتح بلاغ فى الشرطة بانه وجد لقيطة بالقرب من باب احدى المساجد....
وهنا نون كاد راسها ان ينفجر ودقات قلبها تكاد تسمعها بدون وضع يدها وانهارت وجثت على الارض وكانها جسم بلا روح ..
وهى تظن ان لها ام وليس لها اب والان هى لقيطة....
.و هى تقاوم الحر رغم برودة المكان تمددت فى مكانها بلا حراك والدموع تنهمر...
و كانها في كابوس بشع لا يمكن للعقل تصوره .
ولم يتبقى من حواسها إلا السمع و هى تسمع كلام امها تواصل وتقول ؛
نعم كان رأي الرجل تسليمها الى الشرطة ومن ثم تسليمها الى دار الرعاية للاهتمام بتلك الروح البريئة التى اتت الى الدنيا وهى لا تعرف من هم ابويها و ما ذنبها فى ذلك. .
و رد زوجها نعم اتذكر ، حين شاهدنا ذلك الرجل يحملها ويشير الينا بالتوقف لعدم توفر المواصلات حينها ، واخبرنا بقصتها وأين وجدها وهو طيب القلب ويريد فعل الخير و الثواب من الله بان يحي تلك النفس و ذلك بتسليمها لمن يرعاها......
و واصلت الأم وهى تنظر الى زوجها قائلة :
وخوفا من ان تنهشها الكلاب الفعليه فى صغرها والكلاب البشرية فى كبرها وذلك إن عاشت .
ورجعوا بذاكرتهم الى قبل سبعة عشر عاما....
حينما طلب منهم الرجل ان يوصلوه فى طريقهم الى اقرب قسم شرطة لتسليم الطفلة التى وجدها بالقرب من مسجد بعد صلاته صلاة الضحى ولم ينتبه اليها كل المصلين عند خروجهم او رأوها وخافوا التعامل معها ،
وأبت نفس ذلك الرجل ان يتركها .
ركب معهم فى السيارة وعرفوا صدق كلامه وحسن نيته وبعد ان تحركت السيارة بقليل اتى اتصال للرجل الغريب وازعجه ذلك الاتصال وبعد نهاية المكالمة عرفوا منه ... ان احد اقاربه يريد نقل دم مستعجل بسبب اصابته فى حادث سير وهو الوحيد الذى يحمل تلك الفصيلة النادرة والاقرب من مكان المصاب فيجب اسعافه بنقل الدم قبل ان يصل باقي الاسرة وتكملة المطلوب من نقل الدم.
فطلب منهم ان يقوموا بتسليم اللقيطة الى قسم الشرطة وكانوا فى هذا الاثناء بالقرب من مكتبة تصوير مستندات فطلب منهم التوقف لدقيقة وذهب بسرعة الى المكتبة وصور بطاقته الشخصية وجواز سفر كان يحمله لعمل اجراءات السفر وسلمهم تلك الصور للمستندات ورقم هاتفه ان احتاجوا الى معلومة او شهادة عن الطفلة مجهوله الابوين والتى وجدت ملفوفة عند باب احد المساجد من قبله واستاذن منهما وأجر سيارة الى المستشفى ليلحق بالمصاب وهو يوصيهم عليها خيرا وتسليمها الى دار الرعاية .....
ونون في الخارج تسمع تلك القصة وهذا الحوار بينهم بدون حركة .....
فوقع الخبر على نون كالصاعقة وهي الان تعرف ولاول مرة انهم ليس والديها الحقيقين وكانت تظن ان لها ام ولا تعرف ابوها لتصرفاته معها لكن الان لا تعرف لا اب و لا ام...
وتمنت الموت قبل معرفة هذا الخبر وأرجلها لا تشعر بهما ولا تستطيع النهوض ولا تقوى ارجلها على حملها من اثر الصدمة بالخبر ، واتتها افكار شيطانية لقتل نفسها لكنها مؤمنة ، صابرة.
سمعتهم يكملون القصة ودموعها منهمرة لا تتوقف ....
وتقول الام : وانا اعجبت بها واردتها بنت لي لكي تعوضنا عن عدم الخلفة و الذي انتظرناه سنين..
الاب :صحيح وإنت قلت بعد تسليمها دار الرعاية نستلمها منهم.
الام :اذكر حينما قلت لي ان التبني حرام فى الاسلام واصابتنا الحيرة وقتها ونحن نريد طفل بعد تأخر الانجاب.الشديد
وقررنا الرجوع بها الى المنزل دون تسليمها للشرطة او للرعاية وتربيتها واقسمنا على ذلك معا واخترت لها انا الاسم .
والاب يقول صحيح صحيح...
واكملت الام قائلة : و واجهتنا مشكلة شهادة الميلاد لها وأشترينا شهادة الميلاد من احدى القابلات والتى خافت فى اول الامر لكنها اطمأنت حين ملأت الشهادة باسمينا .
بالرغم من خطأ التصرف فى اخذها بهذه الطريقة وتزوير الشهادة بالتبني ولم نخف من ورثتها لنا وذلك لحبنا للابناء .
رد الزوج :وانا كنت غير موافق من حينها على هذا التصرف وانتي تصرين على المواصلة وكلما قلت لك نسلمها الى الشرطة رفضتي ذلك حتى طلوع شهادة ميلادها ولحبي لك وافقت.
فعرفت نون انها مجهولة الابوين و صارعت للنهوض ومشت كالميت الحي و دخلت غرفتها واغلقتها عليها وهي تبكي...وتبكي الى ان نامت من كثرة اجهاد نفسها بالبكاء.
...........
........
ملحوظة :
****
(قد اتناول بعض المواضيع التي تخص المجتنع وقد يكون مسكوتا عنها ومعالجتها حسب اسلوبي لذلك ارجو ممن يقرأ يترك تعليق او نقد موضوعي فى الطرح او الحل فمن يكتب يجلس ساعات للكتابة والقارئ لايكلف نفسه ولو دقيقة للتعليق فمعرفة هل وصلت الرسالة او المعالجة المنشودة تكون بتعليقاتكم والله من وراء القصد)
......
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحلقة الرابعة والاخيرة
#قودوني الى النور
بقلمي : عبدالناصر يوسف
-----------------------------
في اليوم التالي طلبت نون من والدتها على الورق او المتبنية لها ان تسكن في سكن البنات وألحت على والدتها حتى وافقت ولم تخبرهم بانها عرفت الحقيقة كاملة ، و وافقت امها وأقنعت زوجها بذلك..
سكنت نون مع الطالبات وبدات تنسى او تتناسى هواجسها وحقيقتها و تتعود على الحياة فى سكن البنات وتنسى همومها كلها بعزيمة وصبر ، وعادت الابتسامة اليها بعد ان فارقتها لحين ، لكن لم يدم ذلك طويلا فمرضت والدتها ودخلت المستشفى وكانت حالتها متأخرة وأمراضها كثيرة ومتتداخلة وظهرت كلها في وقت قريب وهى تزورها كل يوم الى ان توفيت بعد ايام قليلة بسبب تفشي السرطان في كل جسمها و الذي اصابها وانتشر بسرعة وذلك من المواد التي تستخدمها للزينة ليل نهار .
واظلمت الدنيا في وجه نون بعد ان فقدت مصدر الحنان الوحيد فى حياتها ، فكيف تقابل ذلك الاب الظالم القاسي لوحدها؟
وزاد خوفها منه حين منعها ان تسكن في داخلية البنات بعد وفاة والدتها باسبوع فقط فكيف تتصرف؟
وتقول في نفسها :إن كان يريد تنازلي عن ورثتي ونصيبي في المنزل فاني موافقة على ذلك ولكن يتركني اعيش حياتي بعيدا عنه.
وهي لا تستطيع ان ترفض سكنها معه بعد ان اوضح لادارة الداخليه ان بيته يحتاجها بعد وفاة والدتها وهي لا تستطيع ان توضح سبب رفضها لان اسمها مقترن باسمه.فمن يصدق ما يحدث، وانها متبناه وكل اوراقها باسمه ،
وخوفها من ان تعرف زميلاتها بقصتها فلا تستطيع مواصلة الدراسة ،فاستجابت لخروجها من السكن الجامعي وهى مكسورة الخاطر و قلبها يتقطع من الظلم وهى تبكي دما على حالها بعد ان وعدت اباها بالرجوع اخر اليوم.
بعد ان خلصت محاضراتها لم تذهب الى المنزل وفكرت ان تذهب الي قسم الشرطة لكى تدخل دار الرعاية حسب تفكيرها وهى ذات السبعة عشر عاما ، ولما دخلت القسم وجدت عسكري كبير في السن جالس لدى الباب وحين حكت له قصتها نصحها ان تاتي غدا في الفترة الصباحية للضابط المناوب في الصباح ليساعدها ، لان الضابط المسؤول اليوم حاله كاباها ولن يرحمها وهى بهذا الجمال...
لكن لم تستمع لذلك العسكري الطيب بعد ان فقدت الثقة في الكل ...
دخلت للضابط فعرف قصتها ، فتبين لها صدق العسكري وعرفت انه لن يخدمها ولن يساعدها وهربت من قسم الشرطة وهى لا تعرف الي اين تذهب وقد سحب والدها تسجيلها من سكن الطالبات....
ولاتيستطيع ان تذهب الى المنزل فكيف تتصرف؟
حل عليها الليل وهى تجوب الشوارع تحمل حقيبتها اليدوية ولا تجيب على هاتفها واغلقته ، وزاد خوفها حيث بدأت معاكستها من بعض ضعاف النفوس في الشارع وهي فى مثل هذا الوقت المتاخر من الليل وبعض السيارات تقف لها وكل منهم له فكر معين في بنت جميلة تجوب الشوارع ليلا ....
وهي تبكي ولم تجد دمع تبكي به بعد ان ذرفت دموعها على والدتها التي تبنتها وكانت تحبها وندمت على انها اساءت الظن بها . ، و تتحسر على حالها ومواقفها التى تحصل لها كل يوم والكل يؤذيها وهى صابرة .
فالشارع لا يحتويها ولا يرحمها ...
والمنزل لا تستطيع ان تجلس به ثانية بعد فقدها لامها وخوفها من ابيها وقد يفكر فى انكارها بسبب الورثة او يؤزيها بسبب تدخينه لسجائر تذهب عقله فماذا تفعل والدموع لا تفارقها ؟
تمشي نون في الطرقات و هى لاتستطيع ان ترى امامها من البكاء المستمر ، وترى كثير من الاطفال وهم ينامون على الارصفة وبالقرب من مجاري الصرف الصحي وهى ما يميزها ان جسمها لم يتعود على البرد والشمس المحرقة دون ساتر يحميها ولم تتعود على ان تاكل هى والقطط من نفس الاناء وقد كانت تعرف حال التشرد لاطلاعها وثقافتها ، وتمشي والافكار تتزاحم على عقلها ولاتستطيع ان تهتدي الى حل .
وحين تنزل من الرصيف تسمع صوت ابواق السيارات تنببها للخروج من الشارع ....
وهناك من يسب ويلعن وهو يحسبها مخمورة لترنحها بعدم الاكل طوال اليوم وإجهادها من البكاء وهم لا يعرفون ما تعانيه وضعفها لتحمل كل هذه الامتحانات القاسية وهى فى وقت تحتاج فيه الى الام والاب والعائلة ، وهي لا ترد على احد كمن فقد الاحساس والشعور وتمشي في الشارع بلا هوادة.
وفجأة تقف امامها سيارة جميلة ويترجل منها رجل في عقده الخامس من العمر وهو ينادي :
ياسمين....ياسمين...
و ينادي :
.يا إبنة اخي .....
وهى لا تعيره اهتماما وتسير ... وهو ينادي.....وهى تسير....
وهو ينادي ويهرول خلفها ولحق بها وأمسك بيدها وسألها : ما بك يا ياسمين ؟
ولماذ تبكين؟
الا تسمعين ؟ انا عمك همام .
وهو ينظر اليها باستغراب و يرى دموعها وتغير لبستها التى تركها بها قبل قليل!!
ونظرت اليه باستهجان وهى لا تثق باي رجل او احد بعد ان انصدمت فى من تظنه اقرب الاقربين اليها ..
وسحبت يدها بما تبقى لها من قوة من قبضته وتركته والدموع تملأ مقلتيها.
وزادت حيرته من تصرفها ، ويسأل نفسه ويقول :اليس هى ابنه اخي الاصغر حسام؟
فان كانت هى كيف لا تعرفني ؟
و واصل يكلم نفسه : لا ..لا يجب أن اتاكد.....
واخرج همام جواله وهو يتابعها بنظره حتى جلست ، واتصل على اخيه الاصغر حسام الذي فارقه قبل دقائق قليلة وتركه هو وزوجته وابنتهما ياسمين واستغرب وجودها في هذا الطريق وتغيير ملابسها بهذه السرعة فكيف وصلت الى هنا ؟
ومتى غيرت ما كانت ترتديه؟
رد حسام على اخيه همام بحيرة وهو يحاول ان يقنعه بان ياسمين معهما الآن ، هو وزوجته.....
وهمام لايصدق... مما اجبر حسام الى عدم تكملة السهرة وطلب من زوجته وابنته ياسمين ركوب السيارة وبعد دقائق وصلوا الى مكان اخيه والذى اشار الى فتاة كانت تجلس القرفصاء وهى تبكي وتبكى.....
وقد بح صوتها وصار كالهمس وما أن راها حسام حتى اندهش وعذر اخوه في كلامه....
ودق قلبه بعنف لانها فعلا تشبه ابنته ياسمين وكانهما توأم ، رغم انها تكبرها بعام ....
رفعت نون رأسها وهى تبكى وتنظر الى الجميع بدهشة و حيرة شديدتين ووقف نظرها عند ياسمين واخذت تضغط جفنيها لتبعد ما تبقى من دمع وهى تنظر الى شبيهتها وكأنها ترى نفسها فى مرآة والاخرى تتأملها. بنفس الحيرة وحاولت نون القيام بصعوبة حتى استطاعت ونظرها معلق بمن تشبهها...
نظر حسام الى زوجته ونظرت اليه وقد اتسعت مقلتاها حد الدهشة وهى ترتجف وهى ترى تلك الشامة على جيد الفتاة وبنفس موقع شامة زوجها وتنظر الى خصلات الفتاة التي شردت عنوة من خمارها وهى تشابه لون شعرها الذهبي ونهايته ذات اللون احمر الخفيف ....
و دق قلب نون بعنف وهى تشعر باحساس غريب نحوهم لم تحسه من قبل .
وسلمت على الجميع بجسمها المتهالك و احست بالامان لهم وارتمت نون على حضن ياسمين وهى تبكي ويهتز جسد الفتاتان بقوة وهما تبكيان وهمام يشاهد هذا المنظر بذهول وهو يجول ببصره بين اخيه حسام وزوجته والفتاتان دون أن يفهم شيئا.
ومرت الحظات عصيبة و نون مزهولة وكانها تحلم وهى تقابل اناس لاول مره ويأتيها مثل هذا الشعور وبعد لحظات اعطت ياسمين ماء لنون لتشرب وتغسل دموعها التى تكاد ترسم خطوطا على خدها لنزولها الدائم عليه.
وهدأت نون وحكت لهم قصتها بصوتها المبحوح ودموعها وتنهداتها المستمرة. بحسب ما سمعتها قبل ايام ممن عاشت معهم.
والجميع يستمع للقصة بفضول دون ان يقاطعها.
وطال النظر بين الزوجين وهما يتذكرا حفلة راس السنة ألتي سبقت زواجهما الاضطراري بعام .
....... النهاية......
.
تحياتي كاتب القصة /عبدالناصر يوسف
إرسال تعليق
0 تعليقات